Senin, 15 Desember 2014

آداب الصدقة

بسم الله الرحمن الرحيم
آداب الصدقة
ممتحنة و عفة عزة
          قال الله تعالى: وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ
          و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله . إمام عدل , وشاب نشأ في عبادة الله , ورجل قلبه معلق في المساجد و ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه , ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال أني أخاف الله , ورجل تصدق بصدقة , فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه , ورجـل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه "
            نحن هنا سنتكلم عن الصدقة,  و بيَنت فيها عن مفهوم الصدقة, و الفرق بين الزكاة و الإنفاق و الصدقة, و فوائد الصدقة, و آداب الصدقة.


·       مفهوم الصدقة
الصدقة لغة: جمع صدقات، وتَصَدَّقتُ: أعطيتُهُ صدقةً، والفاعل مُتصَدِّقٌ، [وهو الذي يُعطي الصدقة]، ومنهم من يخفف بالبدل والإدغام فيقال: مُصَّدِّقٌ، والمتصدِّقُ: المُعطي. فالصدقة: العطية.[1]

والصدقة اصطلاحاً: العطية التي يُبتغى بها الثواب عند الله تعالى.
·       الفرق بين الزكاة و الصدقة و الإنفاق
الزكاة لغة: النماء و الزيادة, و سمي المال المخرج في الشرع زكاة, لأنه يزيد في أصل المال و يقيه الآفات و احتمال الضياع و الهلاك.
و الزكاة اصطلاحا: حصة مقدرة, من مال مخصوص, في وقت مخصوص, يصرف في جهات  مخصوصة.[3]
أما الصدقة فقد ذكرنا آنفا. و أما الإنفاق اصطلاحا: إخراج المال الطيب في الطاعات و المباحات[4]. فالأصل لا الفرق بين الإنفاق و الصدقة إلا أن الإنفاق هو العطية من جنس المال. و الصدقة هي العطية الحسية أو المعنوية و الفعلية. كما ذكر في الحديث: كُلُّ سُلاَمَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ، كُلُّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيْهِ الشَّمْسُ تَعْدِلُ بَيْنَ اثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وَتُعِيْنُ الرَّجُلَ فِي دَابَّتِهِ فَتَحْمِلُهُ عَلَيْهَا أَوْ تَرْفَعُ لَهُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَبِكُلِّ خُطْوَةٍ تَمْشِيْهَا إِلَى الصَّلاَةِ صَدَقَةٌ وَ تُمِيْطُ اْلأَذَى عَنِ الطَّرِيْقِ صَدَقَةٌ.[5]
و أما "الزكاة" إذا ذكر في القرآن و الحديث تقصد الزكاة الواجبة المعروفة عند المسلمين بأنها ركن الثالث في الإسلام. و أما "الإنفاق" قد يقصد الإنفاق الواجب (الزكاة), و قد يقصد الإنفاق الواجب غير الزكاة أى نفقة العشرة, و قد يقصد الإنفاق غير واجب. و كذلك الصدقة قد تقصد الزكاة الواجبة و قد تقصد لغير الواجب. و ما نقصد في هذه المقالة أى صدقة غير الواجب (التطوع).
·       فوائد الصدقة
قال عبد الله بن سليمان, إنَّ في الصَّدقة فوائدُ جليلةٌ في الدنيا والآخرة:
أولاً- فوائد الصَّدقة في الدُنيا:
 من فوائد الصَّدقة في الدُنيا:
1- أنها تطهير للمال ونماء له، كما قال r: «ما نقصت صدقة من مال».
2- أنها تطهير للبدن من الذنوب كما قال تعالى: }خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ{ [التوبة : 103].
3- أنَّ فيها دفعًا للبلاء والأمراض، كما قال r: «داووا مرضاكم بالصدقة».
4- أنَّ فيها إدخال السرور على المساكين، وإدخال السرور على المؤمنين هو من أفضل الأعمال.
5- أنَّ فيها بركة في المال وسِعة في الرزق، كما قال تعالى: }وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ{ [سبأ : 39].
ثانيًا- فوائد الصدقة في الآخرة:
ومن فوائد الصدقة في الآخرة:
1- أنها تكون ظلاًّ لصاحبها في شدَّة الحر.
2- أنها سبب لتخفيف الحساب.
3- أنها تثقل الميزان.
4- الجواز على الصراط.
  5  - زيادة الدرجات في الجنة.[6]
          و فوائد الأخرى من الصدقة:
- الصدقة تعوِّد المسلم على صفة الجود والكرم، والعطف على ذوي الحاجات، والرحمة للفقراء.
- الصدقة تحفظ النفس عن الشّح، قال الله تعالى: ]وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [
– الصدقة تجلب البركة والزيادة والخلف من  الله تعال.
          و قال الإمام ابن القيم: فإن للصدقة تأثيرا عجيبا في دفع أنواع البلاء, و لو كانت من فاجر أو ظالم, بل من كافر, فإن الله يدفع بها عنه أنواعا من البلاء, و هذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم و عامتهم, و أهل الأرض كلهم مقرون به لأنهم قد جربوه.[7]
·       آداب الصدقة
و من آداب الصدقة:
1.  أن تكون الصدقة خالصة لوجه الله عز وجل لا يعتريها ولا يشوبها رياء ولا سمعة.
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى))
2.     أن تكون الصدقة من كسب طيب, فالله طيب لا يقبل إلا طيباً. و قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِنْ طَيّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَلا تَيَمّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ)
3.     أن تكون الصدقة من جيد ماله، وأحبه إليه, وإذا لم يخرج من جيد المال فهو من سوء الأدب. و قال الله تعالى: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيم (
4.     أن يستصغر العطية، ويتجنب الزهو والإعجاب. فإن المستعظم للفعل معجب به. و قد قيل: لا يتم المعروف إلا بثلاث: بتصغيره وتعجيله وستره.
5.     أن يحذر مما يبطل الصدقة كالمن والأذى. قال تعالى: {يا أيها الذين أمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى}. واختلف العلماء في حقيقة المن والأذى: فقيل: المن أن يذكرها, والأذى أن يظهرها, وقال سفيان: من منّ فسدت صدقته, فقيل له: كيف المن؟ فقال: أن يذكر ويتحدث به. فمن معنى المن هو: التحدث به, وإظهاره, وطلب المكافأة منه بالشكر والدعاء والخدمة والتوقير والتعظيم والقيام بالحقوق والتقديم في المجالس والمتابعة في الأمور, فهذه كلها ثمرات المنة. وأما الأذى: فظاهره التوبيخ والتعيير, وتخشين الكلام, وتقطيب الوجه. وقيل: المن أن يستخدمه بالعطاء, والأذى أن يعيره بالفقر.[8]
6.     الإسرار بالصدقة، وعدم الجهر بها إلا لمصلحة. لأن الإسرار أبعد من الرياء و السمعة. و في الإظهار إذلال الفقير أيضا. قال الله تعالى: (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ). فإن خاف أن يتهم بعدم الإخراج أعطى من لا يبالي من الفقراء بالأخذ بين الجماعة علانية, و أعطى غيره سرا. و عن النبي r، أنه  قال: ((إن صدقة السر تطفئ غضب الرب))
7.     أن يسارع بصدقته في حال حياته، وأن يدفعها للأحوج، والقريب المحتاج أولى من غيره. قال الله تعالى: وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنْ الصَّالِحِينَ
8.     أن يعطي الصدقة مبتسماً بوجه بشوش ونفس طيبة. فلا ينبغي للمتصدق يعطي صدقته بتعبس الوجه.
عسى الله أن يجعلنا من المتصدقين. آمين.








[1] صدقة التطوع في الإسلام
[2] موسوعة الكويتية
[3] ابو مالك كمال, فقه السنة للنساء,
[4] http://alamree.net/enfaq_wasadka.htm
[5] رواه البخاري ومسلم
[6] عبد الله بن سليمان, الصدقة, 25
[7] ابن القيم الجوزية, الوابل الصيب, 69
[8] التجارة الرابحة 

0 komentar:

Posting Komentar

 
;